بالفيديو شفيق : رأيت أنني لن أكون الشخص الأمثل لقيادة أمور الدولة
أعلن أحمد شفيق، رئيس الوزراء المصري الأسبق والمرشح الرئاسي في انتخابات عام 2012، الأحد، أنه قرر عدم الترشح لانتخابات الرئاسة المقررة العام الجاري، وذلك بعد حوالي 40 يوما من الإعلان عن رغبته في الترشح، في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وفي بيان عبر صفحته الرسمية على تويتر، قال شفيق: “كنت قد قررت لدى عودتي إلى أرض الوطن أن أعيد تقدير الموقف العام بشأن ما سبق أن أعلنته أثناء وجودي بدولة الإمارات، مقدرا أن غيابي لفترة زادت عن الخمس سنوات ربما أبعدني عن المتابعة الدقيقة لما يجري على أرض وطننا الحبيب من تطورات وإنجازات رغم صعوبة الظروف التي أوجدتها أعمال العنف والإرهاب”.
وأضاف: “بالمتابعة للواقع رأيت أنني لن أكون الشخص الأمثل لقيادة أمور الدولة خلال الفترة القادمة، لذلك قررت عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة 2018، داعيا الله أن يكلل جهود الدولة في استكمال مسيرة التطور والإنجاز لمصرنا الغالية”، وذلك بعد انتقاده “الانهيار والتردي” في خطاب إعلان رغبته في الترشح.
وكان شفيق أعلن، في مقطع فيديو، من الإمارات العربية المتحدة، في 29 نوفمبر الماضي، عن رغبته في الترشح للرئاسة، قائلا إن مصر “تمر حاليا بالكثير من المشكلات والتي شملت جميع مناحي الحياة، وأدت إلى انهيار أو تردي مستوى كافة الخدمات المقدمة إلى المواطنين اقترنت بنمو مخيف في حجم الديون، والتي سيعاني من آثارها ليس جيلي فحسب بل أجيال قادمة”.
وأضاف: “أؤمن إيمانا قويا بأن أي نجاح مأمول صغر أم كبر لن يتحقق في بلادنا، ما لم نحظ بنظام للحكم مدني ديمقراطي نموذجي ومستقر قابل للمراجعة والنقد… إن الديمقراطية الحقة والحقوق الإنسانية الطبيعية ليست بمنحة من أحد كما أنها لا تطبق تدريجيا إطلاقا، إما ديمقراطية وإما لا ديمقراطية”. وتابع بالقول إن “مصر ليست بالدولة الفقيرة، فلديها كل المقومات لو أحسن استغلالها لكنا اليوم في شأن آخر”.
وبعد خطابه بأربعة أيام، غادر شفيق الإمارات، في 2 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وسط جدل حول فيديو مسرب اتهم فيه السلطات الإماراتية بمنعه من السفر. ورد عليه وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش قائلا: “تأسف دولة الإمارات أن يرد الفريق أحمد شفيق الجميل بالنكران، فقد لجأ إلى الإمارات هاربا من مصر إثر إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2012، وقدمنا له كل التسهيلات وواجبات الضيافة الكريمة، رغم تحفظنا الشديد على بعض مواقفه”، مضيفا: “وللأسف وفي هذا الموقف الذي يكشف معادن الرجال، لا يسعني إلا أن أضيف مقولة المتنبي، شاعر العرب الكبير: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته، وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا”.
وبعد عودته إلى مصر، استمر الجدل حول شفيق، إذ ترددت شائعات عن احتجازه قبل أن يعلن أنه يقيم بأحد الفنادق حتى يتم تنظيف منزله المغلق منذ سنوات. وفي 16 ديسمبر، قال شفيق إنه يعتذر “بشدة لكل شاب تم التحفظ عليه لمجرد علاقته الشخصية بي أو أنه من المؤيدين لي أو أنه كان مشاركا وداعما لي في الحملة الانتخابية الرئاسية 2012، مضيفا: “أعتذر لهم ولأسرهم، إذا كان التحفظ عليهم لهذه الأسباب، وأرجو من السلطات المختصة سرعة إيضاح الأمر، فالموقف خطير، ويستحق مزيدا من الإفصاح، ما إذا كانت هناك أسباب أخرى لهذا التحفظ من عدمه”.
وفي 18 ديسمبر، قال شفيق: “أود أن أوضح للجميع أنني أسعى بكل جدية إلى دعم واستقرار الأوضاع في مصر مع كل الأطراف المعنية. وأنني أشعر بالارتياح الكامل لصدق النوايا والمساعي التي لمستها خلال الفترة الماضية منذ عودتي لأرض الوطن، مراعيا في ذلك جهود الدولة وقواتها المسلحة والأمنية في محاربة الإرهاب الذي يتربص بالبلاد”. وأضاف: “وهو ما يتطلب وحدة الصف في مواجهته بكل عزم، فضلاً عن سلامة الجبهة الداخلية وصمودها تجاه كل المخاطر”.